الحمى المالطية: الأسباب، الأعراض، العلاج الطبيعي والدوائي، وطرق الوقاية
الحمى المالطية أو داء البروسيلات (Brucellosis) هي واحدة من الأمراض المعدية المزمنة التي تصيب الإنسان نتيجة انتقال بكتيريا Brucella من الحيوانات المصابة، وخاصة الأبقار والماعز والأغنام. وتُعد من الأمراض الشائعة في الدول النامية، خصوصًا في المناطق التي لا يتم فيها الالتزام بإجراءات السلامة البيطرية والصحية.
ما هي الحمى المالطية؟
الحمى المالطية هي عدوى بكتيرية مزمنة، تنتقل غالبًا من خلال تناول منتجات حيوانية ملوثة أو عبر الاتصال المباشر مع الحيوانات. يمكن أن تؤثر على أجهزة مختلفة من الجسم، وتسبب أعراضًا طويلة الأمد ومزعجة قد تعيق حياة المصاب اليومية.
أسباب الإصابة بالحمى المالطية
- تناول الحليب أو الجبن أو الزبدة غير المبسترة من حيوانات مصابة.
- التعرض المباشر لدم أو بول أو إفرازات حيوانية مصابة.
- الاستنشاق المباشر للبكتيريا في المختبرات أو المزارع.
- نقل العدوى من الأم إلى الجنين أو من خلال الرضاعة الطبيعية (نادرًا).
أعراض الحمى المالطية
تختلف الأعراض حسب شدة المرض ومكان الإصابة في الجسم، ومن أبرزها:
- حمى متقطعة أو مستمرة (غالبًا ما تكون ليلية).
- تعرق غزير خاصة أثناء الليل.
- ألم في المفاصل والعضلات والظهر.
- إرهاق مزمن وضعف عام.
- صداع وفقدان شهية.
- تضخم الكبد أو الطحال (في بعض الحالات).
تشخيص الحمى المالطية
يعتمد التشخيص على الفحص السريري وتحاليل الدم التي تكشف عن وجود أجسام مضادة لبكتيريا البروسيلات. من أبرز التحاليل المستخدمة:
- اختبار روز بنغال (Rose Bengal test).
- اختبار ELISA للكشف عن الأجسام المضادة.
- زرع الدم أو نخاع العظم (لتأكيد الإصابة).
العلاج الطبي للحمى المالطية
يُعالج المرض باستخدام مضادات حيوية قوية ولمدة طويلة (6 أسابيع أو أكثر) لتجنب الانتكاس. ومن أهم الأدوية المستخدمة:
- الدوكسيسيكلين (Doxycycline) لمدة 6 أسابيع.
- الريفامبيسين (Rifampicin) لمدة 6 أسابيع.
- في بعض الحالات الشديدة، يُضاف الستربتوميسين أو الجنتاميسين.
يجب الالتزام الكامل بالجرعة والفترة العلاجية لمنع تكرار الإصابة أو تطورها إلى حالة مزمنة.
العلاج الطبيعي المساند للحمى المالطية
العلاج الطبيعي لا يغني عن العلاج الدوائي لكنه يساهم في تقوية المناعة وتخفيف الأعراض، ومن أهم الطرق:
1. التغذية السليمة
- تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C مثل البرتقال والليمون لتقوية المناعة.
- الإكثار من الخضروات الورقية مثل السبانخ والبقدونس.
- البروتينات الخفيفة مثل الدجاج والعدس لتقوية الجسم أثناء فترة المرض.
2. الأعشاب المفيدة
- الثوم: مضاد حيوي طبيعي، ويمكن تناول فصين يوميًا على الريق.
- الكركم: يحتوي على مادة الكركمين المضادة للالتهاب.
- الزنجبيل: يخفف الحمى وآلام المفاصل، ويمكن تناوله كمشروب دافئ.
3. الراحة والنوم
الحصول على قسط كافٍ من النوم (لا يقل عن 8 ساعات يوميًا) ضروري لتعافي الجسم من العدوى ومساعدة الجهاز المناعي.
الوقاية من الحمى المالطية
للوقاية من الإصابة بالحمى المالطية، يُوصى باتباع التعليمات التالية:
- تجنب تناول منتجات الألبان غير المبسترة.
- غسل اليدين جيدًا بعد التعامل مع الحيوانات.
- ارتداء القفازات والكمامات أثناء العمل في المزارع أو المختبرات.
- تلقيح الحيوانات ضد البروسيلات في المناطق الريفية.
- طبخ اللحوم جيدًا وعدم أكلها نيئة.
مضاعفات الحمى المالطية
إذا لم تُعالج الحمى المالطية بشكل صحيح، قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل:
- التهاب المفاصل المزمن.
- التهاب عضلة القلب أو صمام القلب.
- التهاب السحايا أو الدماغ.
- تأثيرات على الخصوبة والجهاز التناسلي.
نصائح للمصابين أثناء فترة العلاج
- تناول الأدوية بانتظام وعدم إيقافها دون استشارة الطبيب.
- شرب الكثير من السوائل للحفاظ على ترطيب الجسم.
- تقليل النشاط البدني الشاق حتى يتحسن الجسم.
- التواصل المستمر مع الطبيب في حالة استمرار الأعراض أو ظهور أعراض جديدة.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
يجب مراجعة الطبيب فورًا إذا ظهرت أي من هذه الأعراض:
- حمى مستمرة لا تنخفض رغم العلاج.
- ألم شديد في العظام أو المفاصل.
- ضيق في التنفس أو ألم في الصدر.
- تغير في الوعي أو أعراض عصبية.
خاتمة
الحمى المالطية مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه إذا تم اكتشافه مبكرًا واتباع خطة العلاج بدقة. الالتزام بالإرشادات الصحية وتجنب الممارسات الخطرة مثل تناول منتجات غير مبسترة أو التعامل غير الآمن مع الحيوانات، يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة.
إذا كنت تعمل في مجال الزراعة أو تستهلك منتجات ألبان تقليدية، احرص دائمًا على التأكد من سلامة المصدر والالتزام بالنظافة الشخصية، فالصحة كنز لا يُقدر بثمن.
للمزيد من المعلومات، يمكنك زيارة موقع منظمة الصحة العالمية عن الحمى المالطية.